Wednesday, November 30, 2016

النظام البايومتري لحكومة اقليم كوردستان وسط المصالح السياسية


د. بياد جمال علي

اطلقت حكومة اقليم كوردستان حملة عملية تحويل نظام الرواتب الى نظام الكتروني منذ الشهر العاشر. و قد بدأت العملية في مدن اربيل والسليمانية و دهوك، حيث اصدرت بطاقات الكترونية لموظفي الحكومة وتسجيل بياناتهم في النظام البايومتري. خطة العمل لتسجيل جميع موظفي القطاع العام سارية و تستمر لثلاثة اشهر.

العملية ستجعل استلام الرواتب الشهرية لموظفي القطاع العام عن طريق استخدام البطاقات الالكترونية حسب البيانات المسجلة في النظام البايومتري، و قد تم فتح مراكز عديدة في اغلب مدن الاقليم.

الهدف من هذا النظام هو التخلص من ظاهرة الموظفين "الفضائيين" و ادارة الرواتب بشكل افضل، و ايضا التخلص من الاشخاص الذين يستلمون اكثر من راتب واحد بطرق غير قانونية. في الوقت الحالي حسب تصريحات الحكومة يوجد اكثر من مليون و اربعمائة الف موظف حكومي.

نظريا، اطلاق هذه الحملة و العمل بالنظام البايومتري لادارة الموظفين و رواتبهم خطوة ايجابية لتخفيض النفقات الحكومية والتخلص من عبء كبير في القطاع العام. ولكن، ما مدى سهولة تطبيقها عمليا؟

معضلة وجود هذا العدد الهائل من موظفي القطاع العام مقارنة مع العدد الصغير لسكان الاقليم خلقت بإرادة الاحزاب السياسية التي شاركت في الحكومة على مر الخمسة وعشرين سنة الماضية. كوسيلة للحصول على الولاءات السياسية و دعم موقعهم في الحكومة و تقوية موقفهم الانتخابي، كل حزب حسب وجوده في الحكومة عين مواليهم، وجدو في الحكومة ام لا على ان يستلموا رواتبهم، و احيانا راتبين و ثلاثة في نفس الوقت.
توزيع هذه الاموال المجانية ادى الى ازدياد القدرة الشرائية مع نمو اقتصادي لفترة محدودة، و تبعها سقوط حاد في جميع النواحي الاقتصادية، قتل انتاجية الفرد، و ازدياد في نسب التضخم لأغلب المواد و السلع، لاسيما في العقارات.
التحدي في تفعيل النظام البايومتري هي اكتشاف الجهة التي لديها القوة الحقيقية، اذا استطاعت الحكومة النجاح في هذا المشروع و العمل بها بشفافية ستكون لها فوائد اقتصادية للاقليم، خاصة في تخفيص المصاريف الحكومية، لكن من جهة اخرى ستخسر الاحزاب السياسية الولاءات السياسية و اصواتهم المبنية على هذه التعيينات.

هل ستقبل الاحزاب السياسية تدخل الحكومة بهذا النظام و تخريب تدفق الاموال المجانية في نظام الولاءات التي "صنعوه"؟ و بما انه هذه الاحزاب هم الذين مسيطرين على حكومة الاقليم، هل من الممكن ان يخربوا مصالحهم السياسية و الاقتصادية بأيديهم؟

No comments:

Post a Comment