د.
بياد جمال علي
الاستعدادات
لمعركة الموصل مستمرة منذ فترة طويلة، و العديد من الدول و الاطراف مشاركين في هذه
الاستعدادات من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، العراق، ايران،
اقليم كردستان، و بالطبع تركيا
.
التصريحات
الاخيرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان حول موصل و ايجاب مشاركة و عيش المسلمين
السنة فقط في منطقة الموصل اثار الكثير من الاراء المتضاربة، حيث لاقت رفضا من
القوى الشيعية و بعض القوى السنية و بعض الكرد، فيما رحب به من قبل بعض القيادات السنية و الاحزاب الكردية ذات الميول الاسلامية و
اصحاب المصالح مع تركيا
.
وجود
قوات من الجيش التركي داخل الاراضي العراقية بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني
تعتبر انتهاك للسيادة العراقية، و حدثت مناوشات كلامية عديدة بين بغداد و انقرة، و
لكن ضعف الحكومة العراقية و غرقها في الفساد و الارهاب شجع من تطور الرغبات
الاردوغانية في استرجاع ولاية الموصل.
الاعلام
التركي ممنهج منذ فترة على ترويج فكرة و خريطة تركيا الكبرى، و التي تضم تراقيا،
مقدونيا، كريت، قبرص، ارمينيا، حلب و شمال سوريا، موصل، اقليم كردستان و المناطق
المتنازع عليها من ضمنها كركوك
.
من
الناحية الاقتصادية، تركيا نجحت في اغراق الاسواق المحيطة بها بالبضائع التركية، و
غزو الشركات التركية لجميع قطاعات الاقتصاد و الاعمال و التجارة. لا شك من بعد
2003 الى اليوم، العراق معتمد اعتماد شبه كلي على البضائع المستوردة من تركيا، و
مع هذا، تركيا تقريبا مسيطرة على التصدير النفطي لاقليم كردستان. بحيث الصادرات
الكردية التي تباع من ميناء جيهان التركي و ايراداتها تدخل حسابات البنوك التركية،
و الطرفين وقعا عقد نفطي لخمسة عقود
.
اضافة
الى ذلك، تركيا استطاعت جذب رجال الاعمال السوريين و رؤوس اموالهم و معاملهم الى
تركيا و حمايتهم من الحرب السورية، و تقديم الدعم الصناعي و الضريبي لهم.
السيطرة
الاقتصادية التركية في المنطقة مع خطاب الاسلام السني جعلت تركيا لاعبا اقليميا
بتحالفها مع المملكة العربية السعودية و دول الخليج ضد خطاب الاسلام الشيعي بقيادة
ايران و تحالفها مع العراق و نظام الاسد و حزب الله
.
معركة
الموصل خطوة محورية لبسط النفوذ و الانتقال الى المرحلة الثانية، و هي من يستطيع
اخذ اكبر قسم من الكعكة، و هل الطموحات الاقتصادية التركية تتطور الى مطامع في ضم
هذه الاراضي و توسيع خريطة جمهورية تركيا و البدء في حرب اقليمية جديدة؟
No comments:
Post a Comment