Wednesday, October 12, 2016

هل ستشعل تركيا فتيل حرب جديدة في المنطقة؟

د. بياد جمال علي


الاستعدادات لمعركة الموصل مستمرة منذ فترة طويلة، و العديد من الدول و الاطراف مشاركين في هذه الاستعدادات من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، العراق، ايران، اقليم كردستان، و بالطبع تركيا
.
التصريحات الاخيرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان حول موصل و ايجاب مشاركة و عيش المسلمين السنة فقط في منطقة الموصل اثار الكثير من الاراء المتضاربة، حيث لاقت رفضا من القوى الشيعية و بعض القوى السنية و بعض الكرد، فيما رحب به من قبل بعض القيادات السنية و الاحزاب الكردية ذات الميول الاسلامية و اصحاب المصالح مع تركيا
.
وجود قوات من الجيش التركي داخل الاراضي العراقية بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني تعتبر انتهاك للسيادة العراقية، و حدثت مناوشات كلامية عديدة بين بغداد و انقرة، و لكن ضعف الحكومة العراقية و غرقها في الفساد و الارهاب شجع من تطور الرغبات الاردوغانية في استرجاع ولاية الموصل.
الاعلام التركي ممنهج منذ فترة على ترويج فكرة و خريطة تركيا الكبرى، و التي تضم تراقيا، مقدونيا، كريت، قبرص، ارمينيا، حلب و شمال سوريا، موصل، اقليم كردستان و المناطق المتنازع عليها من ضمنها كركوك
.
من الناحية الاقتصادية، تركيا نجحت في اغراق الاسواق المحيطة بها بالبضائع التركية، و غزو الشركات التركية لجميع قطاعات الاقتصاد و الاعمال و التجارة. لا شك من بعد 2003 الى اليوم، العراق معتمد اعتماد شبه كلي على البضائع المستوردة من تركيا، و مع هذا، تركيا تقريبا مسيطرة على التصدير النفطي لاقليم كردستان. بحيث الصادرات الكردية التي تباع من ميناء جيهان التركي و ايراداتها تدخل حسابات البنوك التركية، و الطرفين وقعا عقد نفطي لخمسة عقود
.
اضافة الى ذلك، تركيا استطاعت جذب رجال الاعمال السوريين و رؤوس اموالهم و معاملهم الى تركيا و حمايتهم من الحرب السورية، و تقديم الدعم الصناعي و الضريبي لهم.
السيطرة الاقتصادية التركية في المنطقة مع خطاب الاسلام السني جعلت تركيا لاعبا اقليميا بتحالفها مع المملكة العربية السعودية و دول الخليج ضد خطاب الاسلام الشيعي بقيادة ايران و تحالفها مع العراق و نظام الاسد و حزب الله
.
معركة الموصل خطوة محورية لبسط النفوذ و الانتقال الى المرحلة الثانية، و هي من يستطيع اخذ اكبر قسم من الكعكة، و هل الطموحات الاقتصادية التركية تتطور الى مطامع في ضم هذه الاراضي و توسيع خريطة جمهورية تركيا و البدء في حرب اقليمية جديدة؟

No comments:

Post a Comment